|
يا بني: لما قدم أبوك من العراق أيام المهدي كان فقيرا لا يملك شيئا، فاشتد بي الأمر، إلى أن قال لي من في منزلي: لنا ثلاثة أيام ما عندنا شيء نقتاب به. فبكيت يا بني لذلك بكاء شديدا، وبقيت ولهان حيران مطرقا مفكرا. ثم بكرت من الغد إلى باب أبي خالد، وهو يومئذ وزير المهدي... فقال لهما: اذهبا، فانقداه المال الساعة، ثم قال لي: أصلح أمرك، وتهيأ، فقد قلدتك العمل. فأصلحت شاني، وقلدني ما وعدني به؛ فما زلت زيادة، حتى صار أمري إلى ما صار. فيا بني، ما تقول في ابن من فعل بأبيك هذا الفعل؟ وما جزاؤه؟ قال: حق لعمري وجب عليك له. فقال: والله يا ولدي ما أجد له مكافأة، غير أني أعزل نفسي وأوليه.
|