كان وال بفارس قد احتجب بجهده إذ نجم شاعر بين يديه، فأنشده شعرا مدحه فيه، فلما فرغ، قال: قد أحسنت، ثم أقبل على كاتبه، وقال: أعطه عشرة آلاف درهم. ففرح الشاعر فرحا كاد أن يستطير به، فلما رأى حالة، قال: وإني لأرى هذا القول قد وقع منك هذا الموقع، فقال لكاتبه: اجعلها عشرين ألف. فكاد الشاعر أن يخرج من جلده. فرأى فرحه قد أضعف، فقال: أعطه أربعين ألف. فكاد الفرح يقتله... ولما خرج الشاعر، أقبل الكاتب وقال: تأمر له بأربعين ألف درهم؟ قال: وتريد أن تعطيه شيئا؟ إنما هذا رجل سرنا بكلام، وسررناه بمثله.
— قصص العرب
(book)
by إبراهيم شمس الدين
(see stats)
|